"رسالة إلى أهل العلم والدعوة" ~ للشيخ المجاهد/ أبي حيّان عاصم - حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
نُخْبَةُ الإِعْلامِ الجِهَادِيِّ
قِسْمُ التَّفْرِيغِ وَالنَّشْرِ
يقدم تفريغ الكلمة الصوتية
قِسْمُ التَّفْرِيغِ وَالنَّشْرِ
يقدم تفريغ الكلمة الصوتية
" رسالة إلى أهل العلم والدعوة "
للشيخ المجاهد/ أبي حيّان عاصم (حفظه الله)
[الغلاف]
الصادرة عن مؤسسة الأندلس للإنتاج الإعلامي
29 صفر 1432 هـ
2/5/ 2011 م
الصادرة عن مؤسسة الأندلس للإنتاج الإعلامي
29 صفر 1432 هـ
2/5/ 2011 م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكمل لنا ديننا وأتمّ علينا نعمته ورضي لنا الإسلام دينًا, وأشهد أن لا إله إلا الله شهادةً ندّخرها ليومٍ توضع فيه الموازين وتُنشر فيه الدواوين وتبيضّ فيه وجوه أهل الإيمان والاستقامة, وتسودّ فيه وجوه أهل البِدع والضلالة, وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله أرسله ربّه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون, فبلّغهم رسالته وألزمهم حجّته وبيّن لهم شريعته وتلا عليهم كتابه فيما أحلّه وحرّمه وأمر به ونهى عنه حتّى تركهم على مثل المحجّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك, صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم وأصحابه القائمين بدينه الداعين إلى شريعته المجاهدين لأعدائه.
أمّا بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الهيئة الشرعية لقاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي إلى إخواننا وأبنائنا الأعزاء أئمة المساجد وخطبائها ودعاة الحق في أقطار المغرب الإسلامي, وإلى طلبة العلم الشرعي في المحاضر القرآنية والمعاهد والجامعات؛ ندعوهم ونذكِّرهم بواجب القيام بنصرة دين الله سبحانه باللسان والمال واليد حتّى تعلو كلمة الله تعالى ويحكم شرعه العباد.
أخصّهم بهذه الدعوة لأنّ أهل القرآن هم أهل الله وخاصّته, وأهل القرآن هم أهل الآخرة, وهم أولى الناس باغتنام فرص الخيرات للبرهان على صدق إيمانهم وإخلاصهم في عملهم لله, ولخشيتهم من ربهم أن يكون القرآن حجّة عليهم في الآخرة, فإنّه ولا ريب أنّ من ثمرات العلم العمل به, وتبليغه للناس, وحفظ العقيدة والدين والدفاع عنهما, ورد شبهات الزائغين والمبطلين, وجهاد المشركين والمرتدين.
اعلموا حفظكم الله إنه من نعم الله تعالى العظيمة على المسلمين أن خصّهم بدين الإسلام هو خير الأديان وأفضلها وأزكاها, الذي بعث الله به نبيه المصطفى المختار فاختصّ الله أمّته بشرعٍ ليكون مناسبًا لأحوالها وموافقًا لكمالها, وما كمُلت هذه الأمّة واصطُفيت إلا بقيامها بهذا الدين, فلولا الدين الإسلامي ما ارتفع أحدٌ من هذه الأمّة, فروح السعادة وقطب رحى الكمال فيما تضمّنه هذا الكتاب الكريم, وما دعا إليه من التوحيد والأعمال والأخلاق والآداب, ومن طبيعة الحق دائمًا أن تعترض طريقه دعوات التضليل والمساومة في بداية أمره, فهذه قريش المشركة حاولت أن تدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اتباع دين آبائها فيرد عليهم رب العالمين في قوله: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ*إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً).
وهذا نفرٌ من بني يهود يأتي إلى صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم طمعًا في فتنته عن دينه لمّا يسألونه أن يحكم بينهم بغير ما أنزل الله فيأبى ذلك, وينزل قوله تعالى: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ).
ثم يأتي رجالٌ من اليهود يدّعون أنّه لا دين أفضل من اليهودية, وآخرون من النصارى يدّعون أنّه لا دين أفضل من النصرانية, فينزل قوله تعالى مجيبًا: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ).
ولقطع كل أماني الشيطان ودحر أطماع المشركين ينزل قوله تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
ثم يأتي اليوم المشهود لهذه الأمّة في حجّة الوداع وينزل البلاغ العظيم إلى الناس في قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً).
ويزيد الفضل درجة صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم فيما رواه الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجّة الوداع فقال: "إنّ الشيطان قد يئس أن يُعبد بأرضكم ولكن رضي أن يُطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فاحذروا إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدًا: كتاب الله, وسنّة نبيه".
وفيما رواه الإمام الطبراني في الكبير عن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أبشروا, أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟" قالوا: بلى, قال: "إنّ القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسّكوا به فإنّكم لن تضِلّوا ولن تهلكوا بعده أبدًا".
فكانت خاصيّة دين الإسلام أنّ أحكامه جاءت شاملة لكل مناحي الحياة ومصالح العِباد, سواءٌ منها ما يختصّ بالفكر والاعتقاد أو ما يختص منها بالشعائر والعبادات أو ما يختصّ منها بالإخلاق والمعاملات أو ما يختصّ منها بتنظيم العلاقات الفردية والاجتماعية والدولية وغير ذلك, فالكل يحكمه منهج الله الذي ارتضاه الله للمؤمنين, ورفض شيءٍ من شرع الله وإبداله بغيره معناه الصريح هو رفض ألوهية الله سبحانه وتعالى واعتداءٌ على سلطان الله في الأرض وادعاءٌ للألوهية بادعاء خصيصتها الكبرى وهي حق التشريع للخلق.
فيا إخواننا وأبناءنا الأعزاء, إنّ الإسلام ليس مجرّد دعوى تُدّعى وليس مجرّد شعائر تُؤدّى من صلاةٍ وحجٍّ وصيام, إنما هو استسلامٌ وطاعةٌ وانقيادٌ لله تعالى باتباع شرعه وتحكيم كتابه في أمور العباد كلها, وبهذا الفهم الصحيح للإسلام عاشت الأمّة الإسلامية قرونًا من الزمان ترفل بالسعادة الحقّة والرفاهية والأمن إلى أن داهمها الاحتلال والغزو الأوروبي الصليبي ومعه فتنته الصمّاء وهمجيّته الدهماء التي صرفت المسلمين عن أحكام شريعة الله وأبدلتها بقوانين شركها, وانسحب الصليبيون بعد أن قضوا مآربهم الخبيثة تاركين خلفهم من تربوا في مدارسهم ونهلوا من منابع شركهم وشرّهم وفسادهم, فوجدت الأمّة الإسلامية المنكوبة نفسها محكومةً بفئةٍ مرتدّة على حين غفلة منها ممّن أعمى الله بصائرهم عن نور الإسلام وطمس على قلوبهم وعقولهم فلم يفقهوا من أحكام الإسلام شيئًا ولم يهتدوا إلى حكمة خلق العباد إلا ما كان منهم من حب الرياسة والظهور واللهث وراء شهوات بطونهم وفروجهم, أولئك هم أهل الشر والفساد في الأرض, الذين طعنوا الأمّة الإسلامية بخنجرٍ في كبدها بتوليهم زمام أمورها, وكل لسان حالهم هو أنّ دين الإسلام ناقص يستدعي الإكمال, وقاصرٌ يستدعي الإضافة, زاعمين لأنفسهم أنّهم أعلم من الله بمصلحة العباد, وأنّ شريعة الله تعالى لم تعد تصلح للحياة المتجدّدة, وأنهم يملكون ابتداع تشريعٍ أمثل من تشريع الله, مقترفين كل نواقض الإيمان, مبارزين دين الحق بوقاحةٍ وجسارةٍ لئيمةٍ, متجرِّئين على شريعة الرحمن, متنقِّصين من عظمة وجلالة رب العالمين, وما قدّر هؤلاء الضالون أنهم بعنجهيتهم قد اختاروا طريق البوار, واختاروا موقف العداء الصريح لله والعداء الصريح للمسلمين الذين أصبحت مجتمعاتهم في ظل حكم المرتدين من أبنائها تعيش تحت قبضة وسيطرة اليهود والصليبيين, وتحيا حياة الضنك والشقاء برغم ما يتوفر لديها من ثرواتٍ وأموال.
فيا إخواننا وأبناءنا الكِرام حملة وحفظة الدين, لا تشكوا في أنّ حكّامكم وأشياعهم قد نصبوا أنفسهم أربابًا تُعبد في الأرض من دون الله من حيث لا يشعر الناس بما يشرِّعون من تحليلٍ وتحريم, فقد روى الإمام أحمد والترمذي رحمهما الله عن عدي ابن حاتم رضي الله عنه أنّه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنق عدي صليب من فضّة وهو يقرأ هذه الآية من سورة التوبة (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ) قال: فقلت إنهم لم يعبدوهم, فقال: "بلى إنّهم حرّموا عليهم الحلال وأحلّوا لهم الحلال فاتّبعوهم, فذلك عبادتهم إيّاهم".
وما ينبغي أن يجهل المسلم اليوم أنّ ردّ الأمر كله إلى الله واتخاذه وحده حكمًا في كل شيء هو بعينه العبادة التي أمر الله أن لا يُصرف منها شيءٌ لغيره, فلن تُقبل شهادة لا إله إلا الله من العبد إلا بكفره بالطاغوت وبراءته منه ومن أهله, كما قال الإمام ابن تيمية رحمة الله عليه, إنّ الإنسان على مفترق طريقين لا ثالث لهما فإما أن يختار العبودية لله تعالى وإما أن يرفض هذه العبودية فيقع لا محالة في عبودية غير الله.
هكذا ترسّخ شرك الاتِّباع والطاعة في أمّة محمد صلى الله عليه وسلم اليوم بما يشرِّعه لها أبناؤها المرتدون من شرائع منافية لدين الإسلام, فكل ما تقرِّره تلك المجالس النيابية والشعبية وما تقرّه الأحزاب والهيئات والأحزاب واللجان من قوانين ودساتير ونُظم يُعتبر عند المرتدين واللادينيين رقيًّا وحضارة أحرزتها أمّتهم, ويوجبون تقديمها على نصوص كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ تشريعاتٌ حازت رضا اليهود والنصارى الصليبيين كل الرضا, يتباهون بها أبناء فرنسا اليوم ويعدونها مكسبًا وسيادة وطنية ويعقدون فيها الولاء والبراء وتُطبِّقها محاكمهم بكل إخلاص وتحميها جيوشهم إلى حد أن تموت من أجلها.
تشريعاتٌ يُستحلف المسؤولون على عدم التهاون في تطبيقها وتقديسها فيما تحله من محرّمات كالربا والزنا والعهر والخمر والردة عن الإسلام والإلحاد والإباحية والفواحش والرذائل وموالاة المشركين والملحدين ودخول أحلافهم, وقائمة الحرام الذي أصبح مباحًا والحلال الذي أصبح محظورًا ممنوعًا طويلة, واستوردوا مقولة الصليبيين الخبيثة ونشروها في أوساط المسلمين: "أنّه لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين" أي فصل الدين عن الدولة, الذي هو عين الشرك في حقيقته وأصله, فنتج عن فصل دين الله عن شؤون المجتمع وعلاقات الدولة خرابٌ ودمارٌ فظيع في أمور المسلمين أشفى صدور قومٍ كافرين, فلا أمرُ دينِ المسلمين استقام, ولا أمر دنياهم صلُح, فغاب كُليًّا دور حملة الشرع المطهّر عن ميدان سياسة الأمّة وتوجيه حكّامها بالأمر والنهي والتوجيه والنُصح والمحاسبة, وفي مقابل ذلك ظهر أهل الشر والفساد وتولوا مقاليد التدبير, فضمنت قوانين ودساتير المرتدين الحق كل الحق لأشخاص لا يستحقون حتى حق الحياة في الدنيا من مرتدين وملاحدة وزنادقة بأن يتقلدوا الولايات والمناصب الهامة في دواليب الحكم وإدارة المصالح العامة للمسلمين.
وبمقتضى قوانين الشرك أصبح النساء الملحدات اللواتي لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر يترشّحن للرئاسة العامة للمسلمين, ضاربين حديث نبينا عرض الحائط فيما رواه البخاري رحمه الله عن أبي بكرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لن يفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة".
وبمقتضى قوانين الشرك نشأت في بيئات المسلمين أحزابٌ شيطانية خارجة عن الإسلام فكرًا وواقعًا تحارب الدين وتنشر الإلحاد والفساد والرذيلة, وبمقتضى قوانين الشرك أصبحت ولاية القضاء التي يشترط لها الإسلام الذكورة والعِلم والعدالة والأمانة تُسند هذه الوظيفة الخطيرة إلى النساء المترجّلات والجهلة والفسقة والفجّار, وصدق في القوم حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم إذ يقول: "إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة".
وإلى جانب هذه القوانين الوطنية الشركية هناك هالةٌ من القوانين الدولية الأجنبية هي زبالة أفكار اليهود والنصارى التي تمخّضت عن اتفاقيات وتوصيات ومؤتمرات دولية هنا وهناك ضد الإسلام والمسلمين وشريعتهم.
هكذا مرج واقع المسلمين اليوم وتاهوا في الحيرة والعذاب المهين ومزّقهم الفقر وأصبحوا يخرجون إلى الساحات والشوارع اليوم يبكون مصيبتهم ومحنتهم ولا مُغيث لهم سوى وعودٍ كاذبةٍ وأماني خبيثة من المرتدين يقتلون بها إحساس المسلمين ويضمنون بها ولاءهم لهم ويُخدِّرون بها ضمائرهم.
فكان هذا الفساد نتيجة عزل شرع الله تعالى عن قضايا حياة المسلمين وعزل حملة الكتاب والسنة عن تدبير شؤون الأمّة ليبقى لهم المجال فسيحًا لتلبية شهواتهم ونزواتهم وأهوائهم, فأضحى أئمّة الأمّة ودعاتها في وادٍ والمسلمون في وادٍ, نعم أضحى الأئمّة عبيدًا للدرهم والدينار أسرى المنصب والمرتب الشهري في دولة المرتدين, لا ينصحون ولا يحاسِبون ولا ينكرون منكرًا ولا يتفقّدون أحوال الأمّة وغدت مساجدهم دورًا مهجورة من حِلق العلم والدعوة, سجينةً تحت رقابة زبانية المرتدين ففقدت الأمّة عزتها ومجدها وكرامتها وسيادتها تحت سيطرة مخطط الصهيوصليبية.
ورحم الله علماء سلفنا الكرام الذين رمقتهم أمّتهم يصارعون الشرك والإلحاد والظلم والباطل وقد أظهروا قوة الإسلام وعزة المسلمين ودافعوا عن حقيقة الشريعة الإسلامية الغرّاء وأبانوا الحق في شتّى مسائل الحياة ونوازلها وخطوبها وحاسبوا الحكّام وأنكروا عليهم سوء أفعالهم ورفضوا مِنحهم وأظهروا الصلابة والشجاعة في مواقفهم, إذ لم يستطع آنذاك الحاكم تسخير علماء الشرع لتنفيذ أهوائه أو يفرضوا عليهم السير في ركابه وأخطائه فما أوتي من قوةٍ وبأسٍ وشِدّة, فكان حاكم المسلمين وعمّاله آنذاك يخشون الانحراف عن شرع الله تعالى أثناء ممارسة تصرّفاتهم في شؤون الدولة, فأحب الناس حملة الشريعة وتعلّقوا بهم وصلُحت حياة الجميع.
فيا أبناءنا ويا إخواننا الأعزاء, اعلموا أنّ قيامكم إلى جنب إخوانكم المجاهدين اليوم يعتبر من صميم الدعوة إلى التوحيد الصحيح ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ومن السبيل المشروع للتغيير من الفساد إلى الصلاح, ومن الضعف إلى القوة, كما يُعد مواصلة منكم لطريق الأنبياء والرسل عليهم السلام, ألستم تعلمون أنّ عبادة الطاغوت مع الله أو من دونه ظلّت عبر التاريخ هي محور الصراع بين الأمم ورُسل الله الكرام عليهم السلام, قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ).
ولا نحتاج اليوم أحدًا من المتعالمين في ديننا أن يلوي أعناق نصوص الوحي ويحرِّفها عن مواضعها ليعرِّف لنا الإسلام والكفر أو يُعرِّف لنا العبادة أو يُعرِّف لنا الطاغوت, فالطاغوت في مفهوم الدين هو كما عرّفه الإمام ابن القيّم رحمة الله عليه في إعلامه: "هو كل ما تجاوز به العبد حدّه من معبودٍ أو متبوعٍ أو مُطاع فطاغوت كل قومٍ من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله أو يعبدونه من دون الله أو يتّبعونه على غير بصيرةٍ من الله أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله".
فيا إخواننا ويا أبناءنا الأعزاء حملة الكتاب والسنة في مغرب الإسلام وبلاد المسلمين, ألستم تعلمون أنّ أتباع الأنبياء لمّا اختلفوا في الآيات البيِّنات من الحق المبين قاتل أهل الاستقامة منهم أهل الانحراف والابتداع والضلال وذلك في قول المولى جل وعلا: (وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ), فكان هذا من سنة الله تعالى أن تُرفع السيوف في وجه المنحرفين عن الإسلام لتستقيم الأمور وأنه لا عبرة في هذا بانتساب العبد إلى دين الإسلام من غير استسلامٍ وانقياد وطاعة وتحكيم شرع الله تعالى, ويتحمّل من انحرف عن الحق المبين كل تبعات ومسؤولية الاقتتال وما يترتّب عليه من إهدارٍ للدماء والأعراض والأموال.
وأنتم اليوم ترون عملاء اليهود والصليبيين الجاثمين على صدور المسلمين يتمتّعون بيننا بالحماية والرعاية الكاملة, وقد بات عسيرًا أي حل يصلح معهم إلا قتلهم وتطهير الأرض من رجس أفكارهم وشر معتقدهم وسوء أخلاقهم, نعم لقد تعيّن القتال على المسلمين الغيورين على دينهم وأموالهم وأعراضهم لدفع الكفر بالإيمان, فالأرض لا تصلح بالكفر والضلال والشر, ولا ينفع منحرفًا ضالاً من هؤلاء المفسدين ادعائه أنه من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم, فمجاهدة أصحاب دعوات الباطل هي لب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ولا منكر أشد من اتباع مناهج اليهود والنصارى والملحدين, فغاية الجهاد هي إقامة الدين.
فيا إخواننا وأبناءنا, الجهاد الجهاد, والقتال القتال.
يا أصحاب سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة, اعملوا بما علمتم من الحق فإنما العلم العمل, فقد جاء في الصحيحين عن النواس ابن سبعان رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران", وصحّ عن عمر رضي الله عنه أنّه قال: "إنّ الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين", وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "لو أنّ حملة القرآن أخذوه بحقه وما ينبغي له لأحبّهم الله ولكن طلبوا به الدنيا فأبغضهم الله وهانوا على الناس".
فقد تعيّن الجهاد في عصرنا هذا في كل ديار المسلمين للتخلّص من عملاء المشركين المفسدين وانتزاع الحكم منهم بالقتال ليعود إلى أهل العلم الشرعي والأمانة والصدق والصلاح, وتقوم الدولة الإسلامية على منهاج النبوة بإذن الله تعالى, وتخر على المجرمين عروشهم الهشّة كما أخبرنا المولى جلّ وعلا عن أسلافهم في قوله: (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ).
فأصبح التعاون والتآزر على الجهاد واجبًا عينيًّا على كل مسلم من أجل رفعة الدين وجعل كلمة الله هي العليا في الأرض ودحر الباطل وأهله.
ونقول لكم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس يوم بدر فيما رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدرٍ للناس: "قوموا إلى جنّةٍ عرضها السماوات والأرض, فقال عمير ابن الحمام رضي الله عنه: يا رسول الله جنّةٌ عرضها السماوات والأرض؟ قال: نعم".
أما تستحيون من ربكم إذ خذلتم أهل الجهاد؟ أما تخشونه يوم تلقونه إذ تقاعستم عن نصرة دينه؟ وعارٌ وشنارٌ عليكم أن تتخلّفوا عن ركب الصالحين السعداء في المغرب الإسلامي الحافل بمآثر جهاد الأمجاد حملة الكتاب والسنة عبر مراحل التاريخ, إذ كان الأئمة والدعاة والقضاة والفقهاء وطلبة العلم يتسابقون على الغزو والجهاد والاستشهاد منذ فتوحات المسلمين الأولى, فكانوا في ميدان المعارك جنودًا وقادة وأمراء ودعاةً وقضاة ورجال حسبة بين الجيوش فأخرج الله بهم الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد, وانكسرت شوكة الصليبيين والوثنيين والحمد لله.
وفي عصرنا هذا خرج شباب المساجد من أئمةٍ ومعلمين وأساتذة وطلبة علم ممن تشحّنت قلوبهم بالعقيدة الإسلامية الصحيحة وتربوا في حلقات مشايخ العلم والدعوة السلفية, فاعتنقوا البندقية بشجاعةٍ وإقدام رغم قلة الإمكانيات, وفجّروا الجهاد على الحكام عملاء اليهود والنصارى, وقدّموا مُهجمهم تضحية ونصرة لدين الله لاستعادة حكم شريعة الله رب العالمين, ولا زال الجهاد اليوم بخيرٍ في المغرب الإسلامي يواصل طريقه تحت راية تنظيم قاعدة الجهاد ويدخل القلوب والبيوت ويتوسع يومًا بعد يومٍ في الصحراء وأدغال أفريقيا ورجاله وشبابه في منتهى القوة والإرادة بفضل الله وعونه (فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً), عكس ما يفتريه أعداؤهم ويدعيه المنهزمون.
فيا أهل شرع الله بادروا إلى أفضل العبادات, عبادات الصالحين, لتغبرّ أقدامكم وتنالوا موعود نبيكم صلى الله عليه وسلم بأن لا تمسها النار, هلمّوا لتسهر عيونكم في حراسة ثغور القتال وتنالوا الأمن يوم الفزع الأكبر, تعالوا لتسيل دماؤكم في سبيل الله فتلقوا ربكم بها ولونها كالزعفران وريحها كالمسك, تعالوا لتدفعوا مهر زوجات الجنة من الحور العين الحسان لم يطمثهن قبلكم إنسٌ ولا جان وكأنهن الياقوت والمرجان, لا تضيعوا فرصة أعماركم في الملذات والشهوات الفانية, ولقد بات محتّمًا عليكم يا أهل القرآن والحديث والمتون والأسانيد والفقه والأصول وغير ذلك أن تقوموا بتبصير وتوعية شباب الأمة بفريضة الجهاد الغائبة ليأخذوا أهبتهم واستعدادهم الكامل للمواجهة المسلّحة في معركة الإيمان مع الشرك والردة, معركة راية شريعة الرحمن, وراية الشيطان راية اليهود والصليبيين, فالمسارعة المسارعة والالتحاق الالتحاق بصفوف إخوانكم المجاهدين في مصاف الشرف في خنادق الرباط والنزول إلى ساحات المعارك القتالية بالجبال والصحارى والسهول لنسف عروش الملحدين والمرتدين وأشياعهم وإبطال مخطّطات اليهود والصليبيين الماكرين بإسلامنا, فبئست عاقبة الظالمين, قال تعالى: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
هذا ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين
اللهم لك أسلمنا, وبك آمنا, وعليك توكلنا, وإليك أنبنا, وبك خاصمنا, وإليك حاكمنا, فاغفر لنا ما أسررنا وما أعلنا, وما قدّمنا وما أخّرنا, لا إله إلا أنت مولانا أنت نعم المولى ونعم النصير.
وصل اللهم وسلم وبارك على نبيك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمّا بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من الهيئة الشرعية لقاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي إلى إخواننا وأبنائنا الأعزاء أئمة المساجد وخطبائها ودعاة الحق في أقطار المغرب الإسلامي, وإلى طلبة العلم الشرعي في المحاضر القرآنية والمعاهد والجامعات؛ ندعوهم ونذكِّرهم بواجب القيام بنصرة دين الله سبحانه باللسان والمال واليد حتّى تعلو كلمة الله تعالى ويحكم شرعه العباد.
أخصّهم بهذه الدعوة لأنّ أهل القرآن هم أهل الله وخاصّته, وأهل القرآن هم أهل الآخرة, وهم أولى الناس باغتنام فرص الخيرات للبرهان على صدق إيمانهم وإخلاصهم في عملهم لله, ولخشيتهم من ربهم أن يكون القرآن حجّة عليهم في الآخرة, فإنّه ولا ريب أنّ من ثمرات العلم العمل به, وتبليغه للناس, وحفظ العقيدة والدين والدفاع عنهما, ورد شبهات الزائغين والمبطلين, وجهاد المشركين والمرتدين.
اعلموا حفظكم الله إنه من نعم الله تعالى العظيمة على المسلمين أن خصّهم بدين الإسلام هو خير الأديان وأفضلها وأزكاها, الذي بعث الله به نبيه المصطفى المختار فاختصّ الله أمّته بشرعٍ ليكون مناسبًا لأحوالها وموافقًا لكمالها, وما كمُلت هذه الأمّة واصطُفيت إلا بقيامها بهذا الدين, فلولا الدين الإسلامي ما ارتفع أحدٌ من هذه الأمّة, فروح السعادة وقطب رحى الكمال فيما تضمّنه هذا الكتاب الكريم, وما دعا إليه من التوحيد والأعمال والأخلاق والآداب, ومن طبيعة الحق دائمًا أن تعترض طريقه دعوات التضليل والمساومة في بداية أمره, فهذه قريش المشركة حاولت أن تدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اتباع دين آبائها فيرد عليهم رب العالمين في قوله: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ*إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً).
وهذا نفرٌ من بني يهود يأتي إلى صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم طمعًا في فتنته عن دينه لمّا يسألونه أن يحكم بينهم بغير ما أنزل الله فيأبى ذلك, وينزل قوله تعالى: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ).
ثم يأتي رجالٌ من اليهود يدّعون أنّه لا دين أفضل من اليهودية, وآخرون من النصارى يدّعون أنّه لا دين أفضل من النصرانية, فينزل قوله تعالى مجيبًا: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ).
ولقطع كل أماني الشيطان ودحر أطماع المشركين ينزل قوله تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
ثم يأتي اليوم المشهود لهذه الأمّة في حجّة الوداع وينزل البلاغ العظيم إلى الناس في قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً).
ويزيد الفضل درجة صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم فيما رواه الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس في حجّة الوداع فقال: "إنّ الشيطان قد يئس أن يُعبد بأرضكم ولكن رضي أن يُطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم فاحذروا إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدًا: كتاب الله, وسنّة نبيه".
وفيما رواه الإمام الطبراني في الكبير عن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أبشروا, أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟" قالوا: بلى, قال: "إنّ القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسّكوا به فإنّكم لن تضِلّوا ولن تهلكوا بعده أبدًا".
فكانت خاصيّة دين الإسلام أنّ أحكامه جاءت شاملة لكل مناحي الحياة ومصالح العِباد, سواءٌ منها ما يختصّ بالفكر والاعتقاد أو ما يختص منها بالشعائر والعبادات أو ما يختصّ منها بالإخلاق والمعاملات أو ما يختصّ منها بتنظيم العلاقات الفردية والاجتماعية والدولية وغير ذلك, فالكل يحكمه منهج الله الذي ارتضاه الله للمؤمنين, ورفض شيءٍ من شرع الله وإبداله بغيره معناه الصريح هو رفض ألوهية الله سبحانه وتعالى واعتداءٌ على سلطان الله في الأرض وادعاءٌ للألوهية بادعاء خصيصتها الكبرى وهي حق التشريع للخلق.
فيا إخواننا وأبناءنا الأعزاء, إنّ الإسلام ليس مجرّد دعوى تُدّعى وليس مجرّد شعائر تُؤدّى من صلاةٍ وحجٍّ وصيام, إنما هو استسلامٌ وطاعةٌ وانقيادٌ لله تعالى باتباع شرعه وتحكيم كتابه في أمور العباد كلها, وبهذا الفهم الصحيح للإسلام عاشت الأمّة الإسلامية قرونًا من الزمان ترفل بالسعادة الحقّة والرفاهية والأمن إلى أن داهمها الاحتلال والغزو الأوروبي الصليبي ومعه فتنته الصمّاء وهمجيّته الدهماء التي صرفت المسلمين عن أحكام شريعة الله وأبدلتها بقوانين شركها, وانسحب الصليبيون بعد أن قضوا مآربهم الخبيثة تاركين خلفهم من تربوا في مدارسهم ونهلوا من منابع شركهم وشرّهم وفسادهم, فوجدت الأمّة الإسلامية المنكوبة نفسها محكومةً بفئةٍ مرتدّة على حين غفلة منها ممّن أعمى الله بصائرهم عن نور الإسلام وطمس على قلوبهم وعقولهم فلم يفقهوا من أحكام الإسلام شيئًا ولم يهتدوا إلى حكمة خلق العباد إلا ما كان منهم من حب الرياسة والظهور واللهث وراء شهوات بطونهم وفروجهم, أولئك هم أهل الشر والفساد في الأرض, الذين طعنوا الأمّة الإسلامية بخنجرٍ في كبدها بتوليهم زمام أمورها, وكل لسان حالهم هو أنّ دين الإسلام ناقص يستدعي الإكمال, وقاصرٌ يستدعي الإضافة, زاعمين لأنفسهم أنّهم أعلم من الله بمصلحة العباد, وأنّ شريعة الله تعالى لم تعد تصلح للحياة المتجدّدة, وأنهم يملكون ابتداع تشريعٍ أمثل من تشريع الله, مقترفين كل نواقض الإيمان, مبارزين دين الحق بوقاحةٍ وجسارةٍ لئيمةٍ, متجرِّئين على شريعة الرحمن, متنقِّصين من عظمة وجلالة رب العالمين, وما قدّر هؤلاء الضالون أنهم بعنجهيتهم قد اختاروا طريق البوار, واختاروا موقف العداء الصريح لله والعداء الصريح للمسلمين الذين أصبحت مجتمعاتهم في ظل حكم المرتدين من أبنائها تعيش تحت قبضة وسيطرة اليهود والصليبيين, وتحيا حياة الضنك والشقاء برغم ما يتوفر لديها من ثرواتٍ وأموال.
فيا إخواننا وأبناءنا الكِرام حملة وحفظة الدين, لا تشكوا في أنّ حكّامكم وأشياعهم قد نصبوا أنفسهم أربابًا تُعبد في الأرض من دون الله من حيث لا يشعر الناس بما يشرِّعون من تحليلٍ وتحريم, فقد روى الإمام أحمد والترمذي رحمهما الله عن عدي ابن حاتم رضي الله عنه أنّه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنق عدي صليب من فضّة وهو يقرأ هذه الآية من سورة التوبة (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ) قال: فقلت إنهم لم يعبدوهم, فقال: "بلى إنّهم حرّموا عليهم الحلال وأحلّوا لهم الحلال فاتّبعوهم, فذلك عبادتهم إيّاهم".
وما ينبغي أن يجهل المسلم اليوم أنّ ردّ الأمر كله إلى الله واتخاذه وحده حكمًا في كل شيء هو بعينه العبادة التي أمر الله أن لا يُصرف منها شيءٌ لغيره, فلن تُقبل شهادة لا إله إلا الله من العبد إلا بكفره بالطاغوت وبراءته منه ومن أهله, كما قال الإمام ابن تيمية رحمة الله عليه, إنّ الإنسان على مفترق طريقين لا ثالث لهما فإما أن يختار العبودية لله تعالى وإما أن يرفض هذه العبودية فيقع لا محالة في عبودية غير الله.
هكذا ترسّخ شرك الاتِّباع والطاعة في أمّة محمد صلى الله عليه وسلم اليوم بما يشرِّعه لها أبناؤها المرتدون من شرائع منافية لدين الإسلام, فكل ما تقرِّره تلك المجالس النيابية والشعبية وما تقرّه الأحزاب والهيئات والأحزاب واللجان من قوانين ودساتير ونُظم يُعتبر عند المرتدين واللادينيين رقيًّا وحضارة أحرزتها أمّتهم, ويوجبون تقديمها على نصوص كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ تشريعاتٌ حازت رضا اليهود والنصارى الصليبيين كل الرضا, يتباهون بها أبناء فرنسا اليوم ويعدونها مكسبًا وسيادة وطنية ويعقدون فيها الولاء والبراء وتُطبِّقها محاكمهم بكل إخلاص وتحميها جيوشهم إلى حد أن تموت من أجلها.
تشريعاتٌ يُستحلف المسؤولون على عدم التهاون في تطبيقها وتقديسها فيما تحله من محرّمات كالربا والزنا والعهر والخمر والردة عن الإسلام والإلحاد والإباحية والفواحش والرذائل وموالاة المشركين والملحدين ودخول أحلافهم, وقائمة الحرام الذي أصبح مباحًا والحلال الذي أصبح محظورًا ممنوعًا طويلة, واستوردوا مقولة الصليبيين الخبيثة ونشروها في أوساط المسلمين: "أنّه لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين" أي فصل الدين عن الدولة, الذي هو عين الشرك في حقيقته وأصله, فنتج عن فصل دين الله عن شؤون المجتمع وعلاقات الدولة خرابٌ ودمارٌ فظيع في أمور المسلمين أشفى صدور قومٍ كافرين, فلا أمرُ دينِ المسلمين استقام, ولا أمر دنياهم صلُح, فغاب كُليًّا دور حملة الشرع المطهّر عن ميدان سياسة الأمّة وتوجيه حكّامها بالأمر والنهي والتوجيه والنُصح والمحاسبة, وفي مقابل ذلك ظهر أهل الشر والفساد وتولوا مقاليد التدبير, فضمنت قوانين ودساتير المرتدين الحق كل الحق لأشخاص لا يستحقون حتى حق الحياة في الدنيا من مرتدين وملاحدة وزنادقة بأن يتقلدوا الولايات والمناصب الهامة في دواليب الحكم وإدارة المصالح العامة للمسلمين.
وبمقتضى قوانين الشرك أصبح النساء الملحدات اللواتي لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر يترشّحن للرئاسة العامة للمسلمين, ضاربين حديث نبينا عرض الحائط فيما رواه البخاري رحمه الله عن أبي بكرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لن يفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة".
وبمقتضى قوانين الشرك نشأت في بيئات المسلمين أحزابٌ شيطانية خارجة عن الإسلام فكرًا وواقعًا تحارب الدين وتنشر الإلحاد والفساد والرذيلة, وبمقتضى قوانين الشرك أصبحت ولاية القضاء التي يشترط لها الإسلام الذكورة والعِلم والعدالة والأمانة تُسند هذه الوظيفة الخطيرة إلى النساء المترجّلات والجهلة والفسقة والفجّار, وصدق في القوم حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم إذ يقول: "إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة".
وإلى جانب هذه القوانين الوطنية الشركية هناك هالةٌ من القوانين الدولية الأجنبية هي زبالة أفكار اليهود والنصارى التي تمخّضت عن اتفاقيات وتوصيات ومؤتمرات دولية هنا وهناك ضد الإسلام والمسلمين وشريعتهم.
هكذا مرج واقع المسلمين اليوم وتاهوا في الحيرة والعذاب المهين ومزّقهم الفقر وأصبحوا يخرجون إلى الساحات والشوارع اليوم يبكون مصيبتهم ومحنتهم ولا مُغيث لهم سوى وعودٍ كاذبةٍ وأماني خبيثة من المرتدين يقتلون بها إحساس المسلمين ويضمنون بها ولاءهم لهم ويُخدِّرون بها ضمائرهم.
فكان هذا الفساد نتيجة عزل شرع الله تعالى عن قضايا حياة المسلمين وعزل حملة الكتاب والسنة عن تدبير شؤون الأمّة ليبقى لهم المجال فسيحًا لتلبية شهواتهم ونزواتهم وأهوائهم, فأضحى أئمّة الأمّة ودعاتها في وادٍ والمسلمون في وادٍ, نعم أضحى الأئمّة عبيدًا للدرهم والدينار أسرى المنصب والمرتب الشهري في دولة المرتدين, لا ينصحون ولا يحاسِبون ولا ينكرون منكرًا ولا يتفقّدون أحوال الأمّة وغدت مساجدهم دورًا مهجورة من حِلق العلم والدعوة, سجينةً تحت رقابة زبانية المرتدين ففقدت الأمّة عزتها ومجدها وكرامتها وسيادتها تحت سيطرة مخطط الصهيوصليبية.
ورحم الله علماء سلفنا الكرام الذين رمقتهم أمّتهم يصارعون الشرك والإلحاد والظلم والباطل وقد أظهروا قوة الإسلام وعزة المسلمين ودافعوا عن حقيقة الشريعة الإسلامية الغرّاء وأبانوا الحق في شتّى مسائل الحياة ونوازلها وخطوبها وحاسبوا الحكّام وأنكروا عليهم سوء أفعالهم ورفضوا مِنحهم وأظهروا الصلابة والشجاعة في مواقفهم, إذ لم يستطع آنذاك الحاكم تسخير علماء الشرع لتنفيذ أهوائه أو يفرضوا عليهم السير في ركابه وأخطائه فما أوتي من قوةٍ وبأسٍ وشِدّة, فكان حاكم المسلمين وعمّاله آنذاك يخشون الانحراف عن شرع الله تعالى أثناء ممارسة تصرّفاتهم في شؤون الدولة, فأحب الناس حملة الشريعة وتعلّقوا بهم وصلُحت حياة الجميع.
فيا أبناءنا ويا إخواننا الأعزاء, اعلموا أنّ قيامكم إلى جنب إخوانكم المجاهدين اليوم يعتبر من صميم الدعوة إلى التوحيد الصحيح ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ومن السبيل المشروع للتغيير من الفساد إلى الصلاح, ومن الضعف إلى القوة, كما يُعد مواصلة منكم لطريق الأنبياء والرسل عليهم السلام, ألستم تعلمون أنّ عبادة الطاغوت مع الله أو من دونه ظلّت عبر التاريخ هي محور الصراع بين الأمم ورُسل الله الكرام عليهم السلام, قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ).
ولا نحتاج اليوم أحدًا من المتعالمين في ديننا أن يلوي أعناق نصوص الوحي ويحرِّفها عن مواضعها ليعرِّف لنا الإسلام والكفر أو يُعرِّف لنا العبادة أو يُعرِّف لنا الطاغوت, فالطاغوت في مفهوم الدين هو كما عرّفه الإمام ابن القيّم رحمة الله عليه في إعلامه: "هو كل ما تجاوز به العبد حدّه من معبودٍ أو متبوعٍ أو مُطاع فطاغوت كل قومٍ من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله أو يعبدونه من دون الله أو يتّبعونه على غير بصيرةٍ من الله أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله".
فيا إخواننا ويا أبناءنا الأعزاء حملة الكتاب والسنة في مغرب الإسلام وبلاد المسلمين, ألستم تعلمون أنّ أتباع الأنبياء لمّا اختلفوا في الآيات البيِّنات من الحق المبين قاتل أهل الاستقامة منهم أهل الانحراف والابتداع والضلال وذلك في قول المولى جل وعلا: (وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ), فكان هذا من سنة الله تعالى أن تُرفع السيوف في وجه المنحرفين عن الإسلام لتستقيم الأمور وأنه لا عبرة في هذا بانتساب العبد إلى دين الإسلام من غير استسلامٍ وانقياد وطاعة وتحكيم شرع الله تعالى, ويتحمّل من انحرف عن الحق المبين كل تبعات ومسؤولية الاقتتال وما يترتّب عليه من إهدارٍ للدماء والأعراض والأموال.
وأنتم اليوم ترون عملاء اليهود والصليبيين الجاثمين على صدور المسلمين يتمتّعون بيننا بالحماية والرعاية الكاملة, وقد بات عسيرًا أي حل يصلح معهم إلا قتلهم وتطهير الأرض من رجس أفكارهم وشر معتقدهم وسوء أخلاقهم, نعم لقد تعيّن القتال على المسلمين الغيورين على دينهم وأموالهم وأعراضهم لدفع الكفر بالإيمان, فالأرض لا تصلح بالكفر والضلال والشر, ولا ينفع منحرفًا ضالاً من هؤلاء المفسدين ادعائه أنه من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم, فمجاهدة أصحاب دعوات الباطل هي لب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ولا منكر أشد من اتباع مناهج اليهود والنصارى والملحدين, فغاية الجهاد هي إقامة الدين.
فيا إخواننا وأبناءنا, الجهاد الجهاد, والقتال القتال.
يا أصحاب سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة, اعملوا بما علمتم من الحق فإنما العلم العمل, فقد جاء في الصحيحين عن النواس ابن سبعان رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي القرآن وأهله الذين يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران", وصحّ عن عمر رضي الله عنه أنّه قال: "إنّ الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين", وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "لو أنّ حملة القرآن أخذوه بحقه وما ينبغي له لأحبّهم الله ولكن طلبوا به الدنيا فأبغضهم الله وهانوا على الناس".
فقد تعيّن الجهاد في عصرنا هذا في كل ديار المسلمين للتخلّص من عملاء المشركين المفسدين وانتزاع الحكم منهم بالقتال ليعود إلى أهل العلم الشرعي والأمانة والصدق والصلاح, وتقوم الدولة الإسلامية على منهاج النبوة بإذن الله تعالى, وتخر على المجرمين عروشهم الهشّة كما أخبرنا المولى جلّ وعلا عن أسلافهم في قوله: (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ).
فأصبح التعاون والتآزر على الجهاد واجبًا عينيًّا على كل مسلم من أجل رفعة الدين وجعل كلمة الله هي العليا في الأرض ودحر الباطل وأهله.
ونقول لكم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس يوم بدر فيما رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم بدرٍ للناس: "قوموا إلى جنّةٍ عرضها السماوات والأرض, فقال عمير ابن الحمام رضي الله عنه: يا رسول الله جنّةٌ عرضها السماوات والأرض؟ قال: نعم".
أما تستحيون من ربكم إذ خذلتم أهل الجهاد؟ أما تخشونه يوم تلقونه إذ تقاعستم عن نصرة دينه؟ وعارٌ وشنارٌ عليكم أن تتخلّفوا عن ركب الصالحين السعداء في المغرب الإسلامي الحافل بمآثر جهاد الأمجاد حملة الكتاب والسنة عبر مراحل التاريخ, إذ كان الأئمة والدعاة والقضاة والفقهاء وطلبة العلم يتسابقون على الغزو والجهاد والاستشهاد منذ فتوحات المسلمين الأولى, فكانوا في ميدان المعارك جنودًا وقادة وأمراء ودعاةً وقضاة ورجال حسبة بين الجيوش فأخرج الله بهم الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد, وانكسرت شوكة الصليبيين والوثنيين والحمد لله.
وفي عصرنا هذا خرج شباب المساجد من أئمةٍ ومعلمين وأساتذة وطلبة علم ممن تشحّنت قلوبهم بالعقيدة الإسلامية الصحيحة وتربوا في حلقات مشايخ العلم والدعوة السلفية, فاعتنقوا البندقية بشجاعةٍ وإقدام رغم قلة الإمكانيات, وفجّروا الجهاد على الحكام عملاء اليهود والنصارى, وقدّموا مُهجمهم تضحية ونصرة لدين الله لاستعادة حكم شريعة الله رب العالمين, ولا زال الجهاد اليوم بخيرٍ في المغرب الإسلامي يواصل طريقه تحت راية تنظيم قاعدة الجهاد ويدخل القلوب والبيوت ويتوسع يومًا بعد يومٍ في الصحراء وأدغال أفريقيا ورجاله وشبابه في منتهى القوة والإرادة بفضل الله وعونه (فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً), عكس ما يفتريه أعداؤهم ويدعيه المنهزمون.
فيا أهل شرع الله بادروا إلى أفضل العبادات, عبادات الصالحين, لتغبرّ أقدامكم وتنالوا موعود نبيكم صلى الله عليه وسلم بأن لا تمسها النار, هلمّوا لتسهر عيونكم في حراسة ثغور القتال وتنالوا الأمن يوم الفزع الأكبر, تعالوا لتسيل دماؤكم في سبيل الله فتلقوا ربكم بها ولونها كالزعفران وريحها كالمسك, تعالوا لتدفعوا مهر زوجات الجنة من الحور العين الحسان لم يطمثهن قبلكم إنسٌ ولا جان وكأنهن الياقوت والمرجان, لا تضيعوا فرصة أعماركم في الملذات والشهوات الفانية, ولقد بات محتّمًا عليكم يا أهل القرآن والحديث والمتون والأسانيد والفقه والأصول وغير ذلك أن تقوموا بتبصير وتوعية شباب الأمة بفريضة الجهاد الغائبة ليأخذوا أهبتهم واستعدادهم الكامل للمواجهة المسلّحة في معركة الإيمان مع الشرك والردة, معركة راية شريعة الرحمن, وراية الشيطان راية اليهود والصليبيين, فالمسارعة المسارعة والالتحاق الالتحاق بصفوف إخوانكم المجاهدين في مصاف الشرف في خنادق الرباط والنزول إلى ساحات المعارك القتالية بالجبال والصحارى والسهول لنسف عروش الملحدين والمرتدين وأشياعهم وإبطال مخطّطات اليهود والصليبيين الماكرين بإسلامنا, فبئست عاقبة الظالمين, قال تعالى: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
هذا ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين
اللهم لك أسلمنا, وبك آمنا, وعليك توكلنا, وإليك أنبنا, وبك خاصمنا, وإليك حاكمنا, فاغفر لنا ما أسررنا وما أعلنا, وما قدّمنا وما أخّرنا, لا إله إلا أنت مولانا أنت نعم المولى ونعم النصير.
وصل اللهم وسلم وبارك على نبيك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.