وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا {60} فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا {61} الكهف
الدرّ المنثور:[ أخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: {مجمع البحرين} قال: بحر فارس والروم، هما بحر المشرق والمغرب.وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس مثله.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي بن كعب في قوله: {مجمع البحرين} قال: أفريقية. وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله: {مجمع البحرين} قال: طنجة. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {مجمع البحرين} قال: الكر والرس، حيث يصبان في البحر]. الجامع لأحكام القرآن:[ وقال مجاهد قال ابن عطية: وهو ذراع يخرج من البحر المحيط من شمال إلى جنوب في أرض فارس من وراء أذربيجان، فالركن الذي لاجتماع البحرين مما يلي بر الشام هو مجمع البحرين على هذا القول. وقيل: هما بحر الأردن وبحر القلزم. وقال بعض أهل العلم: هو بحر الأندلس من البحر المحيط؛ حكاه النقاش؛ وهذا مما يذكر كثيرا]. وقيل بلاد البحرين أو شط العرب،وقيل بلاد الشام. ظلال القرآن :[ وقيل هما الاحمر والمتوسط،ومجمعهما في منطقة البحيرات المرة وبحيرة التماسيح أو أنه مجمع خليجي العقبة والسويس في البحر الأحمر]، وفي فضائل مصر المحروسة، لابن الكندي،ص 23-24: [وبها (أي:مصر) مجمع البحرين، وهو البرزخ الذي ذكره تعالى (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ، بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ )، وقال تعالى (وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا) وهما بحرا الصين والروم، والحاجز بينهما مسيرة ليلة ما بين القلزم والفرما. وليس يتقاربان في بلد من البلدان تقاربهما بهذا الموضع، وبينهما في السفر مسيرة شهر]. وبرحلة ابن بطوطة: [ص 136: ومدينة البصرة إحدى أمهات العراق الشهيرة الذكر .. لما كانت مجمع البحرين :الأجاج والعذب .. ، وفي ص 499: وهكذا إلى أن وصلنا مدينة صين كَلان وهي مدينة صين الصين .. وهناك يصب نهر آب حياة في البحر يسمونه مجمع البحرين]. وقال الأمام الرازي ليس في اللفظ ما يدل على تعيين هذين البحرين فإن صح بالخبر الصحيح شيء فذلك وإلا فالأولى السكوت عنه (التفسير الكبير ج21 ص145).
والبحران لعلهما: البحر [ المتوسط] ونهر [النيل] ، فقد يُقصد بالبحرين النوع لا العدد. وربما اعترض البعض على جعل نهر النيل بحراً ، ولكنها حقيقة لا جدال فيها.[اللسان: ابن سيده: وكلُّ نهر عظيم بَحْرٌ. الزجاج: وكل نهر لا ينقطع ماؤُه، فهو بحر. قال الأَزهري: كل نهر لا ينقطع ماؤه مثل دِجْلَةَ والنِّيل وما أَشبههما من الأَنهار العذبة الكبار، فهو بَحْرٌ].